رفعة الروح قررت أن أعيش بلا أعلاء. الدكتور عبدالكريم الحلو

رفعة الروح
قررت أن أعيش بلا أعلاء

الدكتور عبدالكريم الحلو

حين يضيق الوعي وتتساقط الأقنعة،
يكتشف الإنسان أن أنبل أشكال القوة
ليست في الانتصار على الآخرين،
بل في التحرر من الحاجة إلى الصراع معهم.

فعندما أقول :
قررت أن أعيش بلا أعلاء،
هو في جوهره إعلانُ نضجٍ داخلي،
ونفيٌ لأنانية الذات التي تتغذى على ضجيج المقارنات والمنازعات الصغيرة.
إنها لحظة تصالحٍ مع النفس،
لحظة يدرك فيها الإنسان :
أن القيمة الحقيقية لا تقاس بما يراه الناس،
بل بما يسكن الضمير من سلامٍ وصِدق.
إن محبة من يحبّك لا تحتاج إلى فلسفة،
أما الشفقة على من يكرهك
فهي قمّة الوعي الأخلاقي،
لأنك حين تشفق عليه
لا تضع نفسك في موضع الضحية،
بل في موضع الإنسان الذي تجاوز الجرح،
وأبصرَ أن الكراهية ليست سوى وجهٍ آخر للعجز.
فمن يكرهك، في الحقيقة، يعترف ضمنًا بعجزه عن مجاراتك في صفاء النية أو عمق الرؤية، فيستعيض عن العجز بالعداء.

العمر، كما قلت مراراًوتكراراً
لم يبقَ منه الكثير لننفقه في جدلٍ عقيم أو حروبٍ باردة.
إن أجمل ما يفعله الإنسان في خريف عمره
أن يزرع أشجار التسامحٍ في كل الطرقات ،
ويجلس تحت ظلالها متأملاً
عبث الذين ما زالوا يلهثون خلف غبار الأنا.
فالتسامي على الضغينة ليس ضعفًا، بل هو المظهر الأسمى للقوة الروحية،
لأنه يحتاج إلى عقلٍ ناضجٍ لا تهزهُ الأهواء،
وقلبٍ كبيرٍ لا يضيق بما يفعل الناس.
ما أجمل أن نحيا من غير أعلاء، أن نمنح الحب لمن يستحقه، وأن نحفظ للنفوس المريضة حقّها
@ في الشفقة لا في الردّ.
فالعظمة الحقة
ليست في أن تُحبَّ من قبل الجميع،
بل في أن تظلّ أنت، كما أنت، ثابتًا في إنسانيتك،
نقيًّا من دنس الكراهية،
ماضيًا إلى نهايتك بوجهٍ مطمئن وروحٍ سامية.
الاعمال الصالحة بخواتيمها دائماً
اللهم نسألك حسن الختام
اللهم آمين يا رب العالمين،
حقًا : الأمور بخواتيمها،
فكم من بداياتٍ لامعةٍ ختمها السوء،
وكم من طريقٍ وعرٍ
اختُتم بنور الرضا والسكينة.
إن حسن الخاتمة ليس صدفةً تُمنح،
بل ثمرةُ عمرٍ صادقٍ في النية، طاهرٍ في السريرة،
مخلصٍ في السعي.
وما أجمل أن يعيش الإنسان متذكّرًا أن كل لحظةٍ قد تكون خاتمته،
فيجعل من عمله وردًا يُزهر في آخر الطريق،
لا رمادًا تذروه الرياح.
اللهم اجعلنا من الذين إذا ختمت حياتهم، أشرقت أرواحهم بنور رحمتك،
وابتسمت قلوبهم بلقاء وجهك الكريم.
دعائي لكل حاقد وحاسد ولئيم يرفض ان يغادر هذا القمقم المظلم النتن
المليء بالطقوس الكافرة التي لا تستند الى الله
أسأل الله رب العرش العظيم أن يصلح أحوالكم
ويغسل بالنور قلوبكم
اللهم آميين

زر الذهاب إلى الأعلى